1- المد الأصلي أو الطبيعي: وهو الذى لا تقوم ذات حرف المد إلا به ولا يتوقف على سبب همز أو سكون، ويمد بمقدار حركتين، مثل ( قال، عاد، يقول، قِيلَ ).
2- المد الفرعي: هو المد الزائد عن الطبيعي لسبب لفظي أو معنوي، فاللفظي هو الهمز أو السكون، والمعنوي هو قصد المبالغة في التعظيم أو قصد المبالغة في النفي.
أولا: المد الفرعي بسبب الهمز: وهذا المد إما أن يكون متصلا بحرف المد أو منفصلا عنه أو مد بدل.
أ- المد المتصل مثل ( جآء، أولئك، سيئت، جيئى، الملائكة، السمآء )، وسمي متصلا لاتصال الهمز بحرف المد في كلمة واحدة.
ب- المد المنفصل مثل ( إنآ أعطيناك، هآ أنتم، ومآ ءاتاكم )، وسمى منفصلا لانفصال الهمز عن حرف المد.
ج- مد البدل مثل ( ءامن، إيمانا، أوتوا، ءاتانا، ءاتيناكم )، ويكون الهمز فيه قبل حرف المد.
ثانيا: المد بسبب السكون وينقسم إلى قسمين:
أ- المد العارض للسكون: ويحدث إذا وقع بعد حرف المد سكون، وحينئذ إما أن يكون لازما أي ثابتا وصلا ووقفا نحو ( الحآقة )، وسمى لازما للزوم سببه وهو السكون، أو عارضا أي ثايتا في حالة الوقف فقط نحو ( الرحيم، نستعين، هاد، تباب، الصراط، المؤمنون ) حال الوقف عليها، وسمى عارضا لعروض سببه وهو السكون.
ب- المد اللازم: وهو أربعة اقسام ( كلمى مثقل، وكلمى مخفف، وحرفى مثقل، وحرفى مخفف )، وسيأتى بيانه بالتفصيل إن شاء الله تعالى.
أحكام المدود المتقدم ذكرها:
أحكام هذه المدود ثلاثة هي ( الوجوب، والجواز، واللزوم )
1- الوجوب: وهو للمد المتصل فقط لعمل جميع القراء، ولحفص المد فيه بمقدار أربع أو خمس حركات إن كانت الكلمة بها همزة متطرفة جاز له وجه ثالث وهو المد بمقدار ست حركات، وذلك من أجل السكون
2- الجواز: وهو لكل من المد المنفصل والعارض للسكون والبدل، وذلك لجواز القصر والمد في هذه المدود الثلاثة، ولحفص في المد المنفصل أربعا أو خمسا، والقصر حركتين لكن من طريق النشر، ولا يقرأ به إلا بعد مدارسة خاصة، وله في العارض للسكون والقصر حركتين أو التوسط أربعا أو المد ستا، وتجوز هذه الأوجه الثلاثة لجميع القراء، أما البدل فليس فيه إلا القصر كبقية القراء ما عدا رواية ورش عن نافع فله القصر والتوسط والمد
3- اللزوم: وهو للمد اللازم فقط، وذلك لإجماع القراء على مده مقدارا واحدا وهو ست حركات، وأقسام المد اللازم أربعة هي:
أ- مد كلمي مثقل: نحو ( الصاخة، الطامة، الضالين، شاقوا، يحادون، تشاقون )، وسمي كلميا لإجتماع حرف المد مع الحرف الساكن في كلمة، وسمي مثقلا لإدغام الحرف الساكن فيما بعده، ويلزم من الإدغام التشديد والتشديد ثقيل، ولاحظ أن الحرف الذي يلى حرف المد يكون مشددا
ب- مد كلمي مخفف: ولم يقع في القرآن إلا في موضعين إثنين هما ( ءالان وقد كنتم به تستعجلون ) الآية:51 ( ءالان وقد عصيت قبل ) الآية: 91 وكلاهما من سورة يونس عليه السلام، وذلك على وجه إبدال همزة الوصل ألفا، وسمى مخففا لعدم إدغام الحرف الساكن فيما بعده.
ج- مد حرفى مثقل: نحو حرف ( اللام ) من ( ألم، ألر، ألمر، ألمص ) في فواتح السور، وسمى حرفيا لإجتماع حرف المد مع الحرف الساكن في حرف، وسمى مثقلا لإدغام الحرف الساكن فيما بعده
د- مد حرفى مخفف: نحو حرف ( الميم ) من ( ألم ذلك الكتاب، ألم تنزيل… )، هذا ولم يقع المد اللازم الحرفي في القرآن الكريم إلا في أوائل السور، وينحصر في ثمانية حروف، مجموعة في ( نقص عسلكم ) وكلها تمد مدا طويلا بمقدار ست حركات، إلا في حرف ( العين ) فإنه يجوز فيه المد حركتين أو أربعا أو ستا، وقد وقعت في فاتحتى ( مريم و الشورى )، وسبب ذلك أن العين وسطها حرف لين، أما بقية أخواتها فوسطها حرف مد ولين وحرف المد أكثر ليونة، أما بقية حروف الهجاء الواقعة في أوائل السور تنحصر في ستة حروف مجموعة في ( حي طاهر )، وكلها تمد مدا طبيعيا إلا في حرف ( الألف ) فإنه لا مد فيه أصلا، لأن الوسط فيه ليس ساكنا، وتجمع فواتح السور الأربع عشر في ( صله سحيرا من قطعك ).
وهناك أنواع أخرى من المدود وبيانها كالتالي:
1– مد الفرق: ويحدث بين الإستفهام والهمز والخبر، ويجوز فيه وأمثاله وجهان المد ست حركات مع الإبدال و القصر مع التسهيل، مثل ( ءالذكرين، ءالله أذن لكم، ءالله خير أما يشركون ) وحكم مد الفرق المد ست حركات عند حفص في حالة القصر، وفي حالة المد يجوز المد والقصر
2– مد اللين: ويحدث عند الوقف إذا سبق حرفى اللين وهما ( الواو و الياء ) الساكنتان حرف مفتوح، مثل ( البيت، النجدين، القوم، خوف، السوء، قريش )
3– مد العوض: وهو مد الألف التي تظهر فى حالة الوقف على التنوين المنصوب فقط في آخر الكلمة، مثل ( عليما، حكيما، ألفافا، زلزالا، سواء، جزاء، مراء ) وحكمه المد بمقدار حركتان.
4– مد الصلة: ويحدث إذا وقعت هاء الضمير الغائب المفرد المذكر بين حرفين متحركين يتولد منهما واوا مدية لفظا إذا كانت مضمومة، أو ياء مدية لفظا إذا كانت مكسورة، وذلك في حالة الوصل، أما فى حالة الوقف فتسكن الهاء لأجل الوقف، ومد الصلة نوعان ( كبرى وصغرى ):
أ- مد الصلة الكبرى: ويحدث عندما يأتى همز بعد هاء الضمير، ويمد حركتان أو أربع أو ست، مثل ( وله أجر كريم، ومن آياته أنك، وهو يحاوره أكفرت )
ب- مد الصلة الصغرى: ويحدث عندما يأتى بعد هاء الضمير حرف غير الهمز، ولها أربع حالات هى:
1- أن تقع الهاء بين متحركين، مثل ( قال له صاحبه، إنه هو ) وحكمه المد بمقدار حركتين، ويستثنى من ثلاث كلمات هي ( أرجه ) في سورتى الأعراف والشعراء، ( ألقه ) في سورة النمل، (يرضه لكم ) في سورة الزمر، فلا مد فيهم
2- أن تقع بين ساكنبن، مثل ( تذروه الرياح، إليه المصير ) وحكمه القصر وعدم المد
3- أن تقع بعد متحرك وقبل ساكن، مثل ( له الملك، اسمه المسيح، وله الجوار ) وحكمه القصر وعدم المد
4- أن تقع بعد ساكن وقبل متحرك، مثل ( فيه هدى، خذوه فغلوه ) وحكمه عند حفص القصر، خلا موضع واحد في سورة الفرقان في قوله تعالى ( ويخلد فيه مهانا ) فإنها تمد بمقدار حركتين
5- مد التمكين: ويحدث في حالة وقوع الياء الساكنة بعد الياء المشددة، مثل ( النبيين، حييتم، النبي يا )، وحكمه وجوب إظهار الشدة التي تدل عى الياء حتى لا تدغم في الياء التي بعدها.