الشيخ علي عبد الله جابر رحمه الله من أشهر قراء المسجد الحرام وأعذبهم صوتا وأجملهم أداء وربما أكثرهم إتقانا، لكن الفترة التي صلى فيها الشيخ رحمه الله في الحرم كانت قبل انتشار البث التلفزيوني والنقل المباشر لصلاة التراويح من الحرم خارج المملكة السعودية وإن كانت إذاعة القرآن الكريم ساهمت في نشر قراءته داخل دول الخليج فقط.
والشيخ «جابر» الذي ولد عام 1952 ورحل عن عالمنا عام 2005 أحب تلاوته ملايين المسلمين وقلده الكثير من الأئمة بسبب أسلوب تلاوته المميزة، لم تكن لديه رغبة في الإمامة مطلقا ولكن أقحم فيها إقحاما وقد كان الباعث الأساسي على حفظ كتاب الله إنما حفظه وتعقله وتدبر معانيه، ولم يكن المقصود منه أن يكون به إماماً، ولكن شاءت الإرادة الربانية والحكمة الإلهية أن يتولى الإمامة في مسجد الغمامة بالمدينة النبوية.
من أهم أسباب انتشار قراءة الشيخ علي جابر رحمه الله في العالم هو وجود مصحف مجود بقراءته بثته بعض القنوات التلفزيونية، وأهم من ذلك أن المكتبات الصوتية في مراكز الدعوة والإرشاد التابعة للسفارات السعودية كانت توزع وتبيع مصحفان هما مصحف الحرم المكي بقراءة مشتركة بين الشيخ علي جابر والشيخ السديس لسنة 1407، ومصحف الشيخ المحيسني لسنة 1409.
وهكذا انتشر هذان المصحفان في كثير من دول العالم وخصوصا مصحف الشيخ المحيسني الذين كان عند الدعاة والمراكز الدعوية غير الحكومية كذلك فكان ذلك سببا في انتشار صوت الشيخ علي جابر رحمه الله وشهرته العالمية.