الشيخ محمد رفعت، أحد القراء البارزين، والملقب «بقيثارة السماء»، صاحب الحنجرة الذهبية، والصوت الفريد الذي يمس القلب والوجدان.
وهو أول صوت انطلق بتلاوة مباركة من سورة الفتح في افتتاح الإذاعة المصرية عام 1934، وله الفضل في انطلاق مدرسة للتجويد الفرقاني من مصر، لما اتسمت به طريقته تتسم بالتجسيد للمعاني الظاهرة القرآن الكريم وإمكانية تجلي بواطن الأمور للمتفهم المستمع بكل جوارحه لا بأذنه فقط، والتأثر والتأثير في الغير بالرسالة التي نزلت على سيد الخلق ورسول الإنسانية محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، فكان جل اهتمامه بمخارج الحروف وكان يعطى كل حرف حقه ليس كي لا يختلف المعنى بل لكي يصل المعنى الحقيقي إلى صدور الناس.
كان صوت الشيخ رفعت جميلا رخيما رنانا، وكان ينتقل من قراءة إلى قراءة ببراعة وإتقان وبغير تكلف وكان صوته يحوى مقامات موسيقية مختلفة يستطيع أن ينتقل من مقام إلى مقام دون أن يشعرك بالاختلاف، وهو ما كتب لصوته البقاء، رغم ندرة ما أرشف عن صوته وإبداعه نظرا لضعف تقنيات التسجيل والحفظ في النصف الأول من القرن العشرين، ولم يكن له حظ من مواكبة الإذاعة والاسطوانات سوي سنوات قليلة بسبب مرضه ثم وفاته عام 1950.