هذا وإن شغل القارئ والمستمع باله بالتطريب وهو الترجيع والتمديد ونحو ذلك مما هو مفض إلى تغيير كلام الله الذي أمرنا بتدبره، حائل للقلوب عن مراد الرب من كتابه، قاطع لها عن فهم كلامه فينزه كلام الرب عن ذلك، وكره الإمام أحمد التلحين بالقراءة الذي يشبه الغناء وقال: هي بدعة.
ومن أشراط الساعة أن يتخذ القرآن مزامير، قال ابن كثير -رحمه الله- في فضائل القرآن والغرض المطلوب شرعا إنما هو تحسين الصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه والخضوع والخشوع والانقياد للطاعة فأما الأصوات بالنغمات المحدثة المركبة على الأوزان والأوضاع الملهية والقانون الموسيقائي فالقرآن ينزه عن هذا ويجل ويعظم أن يسلك بأدائه هذا المسلك([1]).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: الألحان التي كره العلماء قراءة القرآن بها هي التي تقتضي قصر الحرف الممدود ومد المقصور وتحريك الساكن وتسكين المتحرك، يفعلون ذلك لموافقة نغمات الأغاني المطربة فإن حصل مع ذلك تغيير نظم القرآن وجعل الحركات حروفا فهو حرام([2]).
([1]) فضائل القرآن لابن كثير (125، 126).
([2]) انظر: حاشية مقدمة التفسير للشيخ عبد الرحمن بن قاسم (107).