لابد على المتعلم لكتاب الله تعالى من الإخلاص، وأن يبتغى بتعلمه وتعليمه وجه الله وأن يوقن أنه مهما بلغ من علمه وإتقانه فإن هناك من هو أعلم وأتقن منه، كما أنه لابد أن يحرص في بداية تعلمه، على تَلَقّى القرآن الكريم مشافهة من القراء الموثوق بهم، لأن الصحابة رضي الله عنهم قد تلقوه مشافهة من في النبي صلى الله عليه وسلم وتلقاه التابعون رحمهم الله تعالى من الصحابة رضي الله عنهم، كما ينبغي على المتعلم أن يقرا ويحفظ من طبعة واحدة من طبعات المصاحف كطبعة الحرمين مثلا وذلك ليتذكر مواضع الآيات ولا يكون همه الانتهاء من السورة بسرعة أو الانتهاء من قراءة الآية، لأن ذلك يؤثر على إتقان الأحكام أثناء القراءة، بل أثناء قراءة الكلمة الواحدة لا ينتقل من حرف إلى حرف آخر إلا بعد أن يؤدى حق الحرف ومستحقه.
كما أنصح قارئ القرآن قبل الشروع في الحفظ أن يقرأ معاني الكلمات أو تفسير الآيات التي يريد حفظها فإن ذلك يعينه كثيرا، وأن يكثر من سماع القرآن من القراء المتقنين أمثال الشيخ محمود الحصري، والشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمهم الله جميعا، فإن ذلك فيه خير كثير، كما أنصح القارئ أيضا بأن يقرأ يوميا على الأقل جزءاً واحدا من القرآن الكريم لِيُعَوّد لسانه وليكون عونا له على الحفظ، وأن لا ينتقل لحفظ جديد للآيات إلا بعد أن يتقن ما حفظه من قبل، كما أنصح بحفظ متن تحفة الأطفال للشيخ سليمان الجَمْزُورِي رحمه الله تعالى، ومتن الجَزَرِيَّة للإمام محمد بن الجَزَرى رحمه الله تعالى فهما متنان نافعان وَجِيزان، عض عليهما بالنواجذ.