قال العلماء: وأحسن طرق التفسير: أن يفسر القرآن بالقرآن فما أجمل في موضع فقد بسط في موضع آخر، فإن لم نجد تفسير الآية من القرآن طلبناه من السنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له، فإن لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعنا إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك من غيرهم لما اختصوا به من القرائن والأحوال عند نزوله ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح وخصوصًا كبراؤهم كالخلفاء الأربعة الراشدين وابن عباس وابن مسعود فإن لم يوجد التفسير في كلامهم رجعنا إلى أقوال التابعين الذين أخذوا العلم عن الصحابة وإلى اللغة العربية التي نزل بها القرآن.

قال ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرف العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله، فمن ادعى علمه فهو كاذب، اهـ رواه ابن جرير (1/ 75) وانظر مقدمة تفسير ابن كثير (3، 4).

ويحرم التفسير بمجرد الرأي قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 32] وفي الحديث: «من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار، وأخطأ ولو أصاب» رواه أبو داود والنسائي والترمذي وحسنه.