اختلف فيها، فهي عند مالك إحدى عشرة سجدة وليس في المفصل منها شئ، أولها: آخر الأعراف، وثانيها: في الرعد، وثالثها: في النحل، ورابعها: في مريم، وخامسها: في بني إسرائيل (الإسراء)، وسادسها: الأولى من الحج، وسابعها: في الفرقان، وثامنها: في النمل، وتاسعها: الم تنزيل الكتاب (السجدة)، وعاشرها: في ص، والحادية عشرة: حم تنزيل الكتاب عند قوله تعالى: {إن كنتم إياه تعبدون} وقيل عند قوله: {وهم لا يسئمون}.

وقال الشافعي هي أربع عشرة سجدة في المفصل ثلاثة. الأولى في النجم. الثانية في إذا السماء انشقت. والثالثة في اقرأ ولا يرى في ص سجدة لأنها سجدة شكر وقال أحمد هي خمس عشرة سجدة لأنه أثبت الثانية في الحج والتي في ص، وله رواية أن التي في ص، ليس من العزائم، وقال أبو حنيفة هي أثنتا عشرة سجدة. هذا ما ذكره ابن رشد.

فأقصى ما قيل في عددها خمس عشرة سجدة وهي معلومة في المصاحف. لقول عبد الله بن عمرو بن العاص: «إن النبي قرأ خمس عشرة سجدة في القرآن منها ثلاث في المفصل وفي الحج سجدتان إليك بيانها»:

1- قوله تعالى: {إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون} [الأعراف : 206].

2- قوله تعالى: {ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وظلالهم بالغدو والآصال} [الرعد: 15].

3- قوله تعالى: {ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون} [النحل: 49-50].

4- قوله تعالى: { قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجداً ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً } [ الإسراء 107- 109 ].

5- قوله تعالى: { أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا /واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً } [ مريم : 58 ].

6- قوله تعالى: { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء} [الحج : 18].

7- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج : 77].

8- قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا } [الفرقان: 60].

9- قوله تعالى: {أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [النمل : 24-25].

10- قوله تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} [السجدة : 15].

11- قوله تعالى: {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ/ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} [ص: 24].

12- قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ} [فصلت: 37].

13- قوله تعالى: {فاسجدوا لله واعبدوا} [النجم : 62].

14- قوله تعالى: {وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون}[ الانشقاق : 21 ].

15- قوله تعالى: {واسجد واقترب} [العلق: 19].

ومما يثبت حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي  قرأ خمس عشرة سجدة في القرآن منها ثلاث في المفصل وفي الحج سجدتان الأحاديث الآتية:

1- عن أبي هريرة قال: سجدنا مع رسول الله في (إذا السماء انشقت) و (اقرأ باسم ربك / الذي خلق).

2- عن ابن عباس قال: «(ص) ليست من عزائم السجود وقد رأيت رسول الله  يسجد فيها».

[أي ليست مما ورد في السجود فيها أمر ولا تحريض ولا تخصيص ولا حث وإنما ورد بصيغة الإخبار عن داود عليه السلام بأنه فعلها وسجد نبينا محمد فيها اقتداءً به ..أهـ].

3- ثبت أنه سجد بالنجم. رواه البخاري عن ابن عباس وهذا دليل على السجود في المفصل أما ما ثبت عن زيد بن ثابت قال: قرأ على النبي  النجم فلم يسجد فيها فهذا دليل على السنية لا الوجوب فحديث زيد ناف وحديث بن عباس مثبت وطبقاً للقاعدة الأصولية أن المثبت مقدم على الناف.

4- عن ابن عمر أن النبي كان يقرأ /القرآن فيقرأ سورة السجدة فيسجد ونسجد معه حتى ما يجد بعضنا موضعاً لمكان جبهته.

5- عن أبي رافع قال: رأيت أبا هريرة يسجد في (إذا السماء انشقت) فقلت: تسجد فيها؟ فقال: نعم رأيت خليلي يسجد فيها فلا أزال أسجد فيها حتى ألقاه.

وغير ذلك من الأحاديث الثابتة عنه  أنه سجد في المفصل.